أبو العينين تخفيض أسعار الغاز للمصانع «طوق نجاة» لمواجهة شبح الإغلاق

19-03-2016 

أكد رجل الأعمال محمد أبو العينين، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات سيراميكا كليوباترا، ورئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، أن الصناعة المصرية تمر بمرحلة خطرة، بسبب الظروف والتحديات التى تواجهها، وعدم قدرتها على التنافس مع الأسواق التنافسية الأخرى، موضحا أن الأعباء التى تواجه الصناع تزيد من إجمالى التكاليف، ما يؤثر على عدم قدرتها على الإنتاج، مضيفا “أنه ليس هناك مصنع سيراميك حاليا يتعدى طاقته الإنتاجية %50 “.

وأضاف أبو العينين، فى تصريحات خاصة لـ”صدى البلد”، أن أول تلك التحديات هى توريد الدولة سعر الغاز بأسعار أعلى من السعر العالمى، مطالبا بضرورة إعادة النظر فى سعر الغاز الحالى، وتخفيضه إلى 4.5 دولار.
وأضاف رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، أن أسعار الطاقة على مستوى العالم انخفضت بشكل ملحوظ بالتزامن مع انخفاض أسعار البترول، مشيرا إلى أننا نواجه منافسة شرسة جدا؛ لأن المنتجات فى دول شرق آسيا مثل الهند والصين وغيرهما منخفضة للغاية، حيث يصل سعر الغاز بها إلى دولار أو دولار ونصف، وهو أقل كثيرا من السعر فى مصر، ما يزيد من أعباء التكاليف فى مصر عن نظيرتها من الأسواق التنافسية، كما أن دولة مثل السعودية لديها سعر للطاقة منخفض جدا، لافتا إلى أن ذلك يعد أحد الأدوات المهمة لجذب وتشجيع الاستثمار .

وأوضح رئيس مجموعة شركات سيراميكا كليوباترا أن دول أخرى مثل إسبانيا وإيطاليا لديها منظومة متكاملة لتشجيع الاستثمار، ومن بين مكوناتها الأسعار المنخفضة للطاقة، وهو ما ينعكس على أسعار المنتجات، مشيرا إلى أن الصادرات المصرية فى ظل الوضع الحالى لأسعار الطاقة بمصر تواجه منافسة عاتية وترتب عليها إغلاق العديد من الأسواق أمام المنتج المصرى .
ونبه أبو العينين إلى أن تكلفة الإنتاج فى مصر عالية جدا، وهو ما ترتب عليه عدم قدرتنا على البيع فى السوق المحلى، وأيضا غير قادرين على التصدير للخارج بسبب ارتفاع أسعار الطاقة غير المبرر؛ لأن سعر الطاقة العالمى انخفض على مستوى العالم كله، وهذا معناه أن مصانعنا سوف تواجه شبح الإغلاق فى حال استمرار السياسات الحالية.

وواصل أبو العينين قائلا: ” كما أن خفض الجنيه أمام الدولار أثر كثيرا على تكاليف الإنتاج.. لأننا نستورد الآلات وقطع غيار وخامات من الخارج.. ورغم أن قرارات البنك المركزى الأخيرة أثرت عليى شخصيا إلا أنها قرارات جريئة وشجاعة، ورسالة للعالم بأننا نجرى إصلاح حقيقى فى السياسة النقدية”.

وتابع أبو العينين: “سبق أن حذرت من قرارات محافظ البنك المركزى السابق هشام رامز، بشأن تقييد سحب وإيداع الدولار؛ لأن التقييد هو تطفيش للمستثمرين، وقراراته ساهمت بشكل مباشر فى ضرب المؤتمر الاقتصادى، وتم إلغاؤها بعدما اشتكى منها كافة المستثمرين”.

وعن توقعاته بارتفاع سعر السيراميك بسبب انخفاض الجنيه، توقع رجل الأعمال ومالك أكبر مصانع لإنتاج السيراميك فى مصر، ارتفاع سعر السيراميك بنسب تتراوح بين 20 إلى 25 % خلال الفترة المقبلة.

ولفت أبو العينين، إلى ضرورة أن تعيد الحكومة التفكير فى تسويق مشروع تنمية محور قناة السويس، بعناوين غير تقليدية لجذب المستثمرين، مضيفا: “على سبيل المثال يقع المشروع فى منطقة استراتيجية مهمة، ويعد من أضخم المشروعات.. ولذلك من الممكن أن نطلق عليه مشروع عاصمة مصر الاقتصادية الجديدة، كما يجب أن نبرز موقع المشروع باعتباره مركز تحكم اقتصادى إقليمى”.
وأضاف رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى: “كما يجب على الحكومة تسويق أنشطة الصناعات المنتظر إقامتها بمحور التنمية بكل دولة تتميز بهذا النشاط، بالإضافة إلى إنشاء مناطق صناعية تختلف عن المناطق الحالية من حيث تضمنها لصناعات متخصصة مستقبلية تتميز بقيمة مضافة عالية لتستفيد منها الدولة فى الحصول على ضرائب وجمارك أعلى”.

وطالب أبو العينين، من الحكومة أن تعيد دراسة تنافسية قانون المنطقة الاقتصادية الحرة، المنظم لمشروع محور التنمية، بحيث يتوافر به مزايا تنافسية عالية تدفع المستثمرين للاستثمار بمصر، مضيفا “يجب أن نسأل أنفسنا خلال تعديل القانون كيف نقدم للمستثمر مزايا تنافسية تجعله يفضل مصر عن غيرها من الدول”، وتابع “كما يجب على الحكومة الاستعانة بشركة عالمية لوضع مخطط عام لطمأنة المستثمرين الأجانب فى المشروع لثقتهم بتلك الشركة، بالإضافة إلى توزيع “بروشروات” عن المشروع على سفارتنا بالخارج لعرضه على المستثمرين الأجانب”.
وحول استثمارات مجموعة كليوباترا بمحور تنمية قناة السويس، قال أبو العينين، إن المجموعة أول من التفتت إلى أهمية موقع المشروع، وكانت أول من أنشأت مصنعا لإنتاج السيراميك بالعين السخنة، وندرس ضخ استثمارات جديدة، مشيرا إلى أن المجموعة انتهت منذ فترة قريبة من بناء 20 “هنجرا” جديدا بقيمة تصل إلى 200 مليون جنيه.
وعن رفض البعض تصريحات أحمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن منح الهيئة أراض للمستثمرين الجادين بمحور التنمية مجانا، علق أبو العينين قائلا: “من يرفض هذا القرار فهو لا يفهم اقتصاد”.

وتابع أبو العينين: “أن الدولة ليست لديها الإمكانيات المادية لإنفاق 500 جنيه لتوفير البنية التحتية لكل متر بمساحة مشروع محور التنمية، ويبقى الحل أمامها طرحها للمستثمرين مجانا لتوفير البنية التحتية لها وبدء الاستثمار بها ما يعود على الدولة بالنفع من خلال دفع المستثمر ضرائب وتشغيل عمالة، وجلب عملة صعبة، وهو نظام مطبق فى العالم كله سواء كانت أنظمته رأسمالية أو شيوعية”.
وكشف أبو العينين، عن سحب شركته كراسة الشروط الخاصة برخص الأسمنت الجديدة لبناء مصنع جديد بمدينة السويس، مضيفا: “ندرس حاليا الجدوى الاقتصادية لرخصة الأسمنت، ولم نقرر حتى الآن استكمال التقدم بالمناقصة من عدمه.