أبوالعينين لـ«البورصة»: «كورونا» أعاد ترتيب أولويات الاستثمار.. واستراتيجية الاعتماد على الذات عنوان المرحلة المقبلة

مصر مطالبة بخفض أسعار الأراضى والطاقة والضرائب بمعدلات كبيرة إذا أرادت جذب مستثمرين جدد

التجهيز لجذب الاستثمارات الباحثة عن بدائل للصين يتطلب تهيئة بيئة استثمارية منخفضة التكاليف

قال محمد أبوالعينين، رئيس مجلس إدارة مجموعة سيراميكا كليوباترا وعضو مجلس النواب، إن جذب استثمارات جديدة للسوق المصرى بعد انتهاء أزمة كورونا يتطلب اتخاذ الدولة إجراءات تحفيزية جديدة تتضمن خفضّاً لأسعار الأراضى والغاز والكهرباء بمعدلات كبيرة.

وأضاف أبوالعينين لـ«البورصة» أنه بعد انتهاء أزمة كورونا سيبحث المستثمر الأجنبى عن الدول ذات التكلفة الاستثمارية والصناعية الأرخص، خاصة أن أى مستثمر لا يحب الخسارة، والعالم مفتوح أمامه، ولن يستقر فى مصر إلا إذا وجد أن تكلفة الإنتاج فيها هى الأرخص عالمياً.

وتابع: «يجب أن نعد العدة لجذب الاستثمارات الصناعية الجديدة التى ستبحث عن بدائل للصين، فيجب تخفيض أسعار الأراضى الصناعية المرفقة وتبسيط إجراءات الحصول عليها، وتجهيز عمالة مدربة على أحدث التكنولوجيات الصناعية، وتخفيض أسعار الطاقة بمعدلات كبيرة بما يخلق ميزة تنافسية مصرية».

وطالب أبوالعينين بمزيد من تخفيض فى أسعار الكهرباء والغاز، خاصة بعد تراجع الأسعار العالمية للغاز، كما طالب بتخفيف الأعباء الضريبية والرسوم المادية عن المستثمرين.

أشار الى أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيرات سياسات اقتصادية ومالية ونقدية فى كل دولة على حدة، حتى تستقطب رؤوس الأموال التى ستخرج من البلدان التى تلقت ضربات قاسمة بسبب أزمة كورونا.

وقال إن الدولة المصرية يجب أن تكون أولوياتها خلال المرحلة المقبلة للتعليم والصحة والابتكارات والبحث العلمى، إذ أن كل الموازين ستتغير تماماً، وصناعات جديدة سيصعد نجمها بقوة مثل الصناعات الطبية.

وأكد أن المرحلة المقبلة سيكون عنوانها عالمياً، استراتيجية الاعتماد على الذات، فى الصناعات الغذائية والدوائية، ثم تأتى كل الصناعات المختلفة، وكذلك دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة من ناحية التمويل والتيسيرات الإجرائية، فضلاً عن دعم الشركات التى تعثرت خلال الأزمة.

وشدد على ضرورة رفع القدرات التنافسية للصناعة المصرية، بعدما أثبتت التجربة القاسية أهمية إحلال الواردات بصناعات محلية قادرة على المنافسة محلياً وعالمياً أيضاً.

وذكر أن توقف الصين عن الإنتاج وما تلاها، خلق ارتباكاً شديداً فى سلاسل الإمداد، والعالم كله تعطل بسبب كون الصين المورد الأساسى لمكونات إنتاج كل الصناعات.

وتابع: “العالم كله فى مأزق، ومنظومة الاستيراد والتصدير العالمية وسلاسل الإمداد ستشهد تغيرات شديدة على مستوى العالم أجمع، والدولة القادرة على طرح نفسها على الخريطة الاستثمارية العالمية ستكون بديل للصين.

وأشار إلى أن الحكومات المختلفة سيلقى على عاتقها عبء أكبر من المعتاد، إذ يجب أن تعيد تقديرات سياساتها الداخلية، بعدما سقطت دول كبرى فى اختبار الصحة، وأعلنت أنها سيتم علاج الشباب فقط وستترك المسنين مصيرهم.

وأوضح أن العلاج حق لكل مواطن، ويجب أن يكون فى متناول الجميع، حتى يكون المواطنين فى مأمن عن المخاطر، و«دول كثيرة فشلت فى اختبار الصحة، وهو ما نتج عنه صناعات سقطت وصناعات أخرى قامت مثل الصناعات الطبية، لدرجة أن البعض حقق ثروات من هذه الأزمة».

وذكر أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيير موازين العالم، وإغلاق كل دولة على نفسها على طريقة «يلا نفسى»، وسيختلف الأمر من دولة إلى دولة حسب إمكانياتها، وقوتها الإنتاجية وتفشى المرض فيها.

وذكر أن الدول الصناعية الكبرى، تلقت ضربة قاصمة بسبب فيروس كورونا، بينما دول أخرى نجحت فى فرض إجراءات احترازية مبكرة فلم تكن مجبرة على وقف الإنتاج.