المجلس المصري الأوروبي يعقد مائدة مستديرة حول ماذا بعد خطاب أوباما بجامعة القاهرة

النائب أبو العينين مع السفيرة الامريكية وأعضاء المجلس

أبو العينين . . نطالب الكونجرس بإصدار تشريع يدعم رؤية أوباما بشأن حل الدولتين سكوبـــــي . . أمريكا لا تؤيد المستوطنات ولن تدير ظهرها للوضع المأسوي في فلسطين فهمــــــي . . أوباما نجح فيما سعى إليه وليس فيما نتوقع منه بسيونـــي . . إسرائيل قلقة من خطاب أوباما ونتنياهو قادر على تغيير موقفه إذا أراد عـدلي حسين . . العدل عاد في سياسة أمريكا مع أوباما

أشاد المجلس المصري الأوروبي برئاسة محمد أبو العينين رئيس المجلس بالرؤية التي عرضها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال خطابه للعالم الإسلامي بالقاهرة وطالب بوضع آليات وبرامج تنفيذية لتحويل ما جاء في خطابه إلى أفعال في ضوء التحديات القائمة حاليًا، وطالب الولايات المتحدة بالتصدي لأي محاولات إسرائيلية للمراوغة والمماطلة، والتهرب من استحقاقات السلام. جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التي نظمها المجلس مساء أمس حول ماذا بعد خطاب أوباما والتي شاركت فيها مارجريت سكوبي سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة والسفير نبيل فهمي سفير مصر السابق بواشنطن والسفير محمد بسيوني رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية، والمهندس إبراهيم فوزي وزير الصناعة الأسبق ود. محمد عبد اللاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الوطني وعدد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية والفكرية. تشريع ملزم من الكونجرس أوضح محمد أبو العينين رئيس المجلس المصري الأوروبي أننا نطالب الكونجرس بإصدار تشريع ملزم يدعم رؤية الرئيس باراك أوباما بشأن التمسك بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وأنه سيؤكد على هذا المطلب خلال لقائه بأعضاء الكونجرس ضمن وفد البرلمان المتوسطي الذي سيزور واشنطن ونيويورك نهاية الشهر الحالي، وتساءل أبو العينين حول السياسات التي سيستخدمها أوباما ليحقق رؤية الحل القائم على دولتين وهل ستكون سياساته تطبيق خطة خريطة الطريق بمراحلها الثلاثة وهو ما يعني أن يستغرق الحل وقتًا طويلاً أم أن السياسة الأمريكية ستقوم على المزج بين تنفيذ التزامات خريطة الطريق وبين إطلاق عملية التفاوض حول الحل النهائي والدائم، وما هي الأدوات التي يمكن التعامل بها مع المراوغات المحتملة والمناورات من جانب حكومة إسرائيل، موضحًا أن هناك تجاوب أوروبي ودولي مع رؤية أوباما وأننا سنشهد في الفترة القادمة تحركًا جادًا من أجل تحقيق السلام، أكد أبو العينين أن أفضل ما يمكن أن يقدمه أوباما للمنطقة هو السلام الذي تحتاجه موضحًا أننا نؤمن بما قاله ونثق في رغبته وقدرته على تنفيذه لتحقيق السلام وفتح صفحة جديدة للعلاقات الإسلامية الأمريكية. نرفض بناء المستوطنات وعرضت السفيرة مارجريت سكوبي سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة لأهم ما جاء بخطاب أوباما، موضحًا أن تشكر المجلس المصري الأوروبي على سرعة تجاوبه مع الخطاب واستقبال الشعب الإيجابي لهذا الخطاب مشيرة إلى أن الرئيس أوباما يسعى لتقديم بداية جديدة مع العالم الإسلامي قائمة على الاحترام المتبادل كما عبر عن احترامه وتقديره للدين الإسلامي مؤكدة أن الوضع الفلسطيني الإسرائيلي مأساويًا وأن أمريكا تعارض بناء المستوطنات وأنها لن تدير ظهرها لطموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مطالبة الفلسطينيين وحماس بنبذ العنف وتحمل مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني. تنشيط مبادرة السلام العربية أوضح السفير نبيل فهمي سفير مصر السابق بالولايات المتحدة الأمريكية أن منهجية أوباما تختلف جذريًا عن منهجية الإدارة السابقة مشيرًا إلى أنه لم يطرح الخلاف بين أمريكا والعالم الإسلامي في قالب أيدولوجي أو عقائدي وإنما أرجعه إلى أسباب سياسية، كما عرض حلولاً سياسية لمعالجة مصادر التوتر الراهنة يمكن تحقيقها مشيرًا إلى أنه على سبيل المثال لم يتحدث عن جعل العراق نموذج يحتذى به للدول المجاورة كما كان يتحدث بوش. أشار فهمي إلى أن أوباما نجح فيما سعى إليه وليس فيما يتوقع منه وأعلن صراحة أنه يسعى لبدء حوار وقد نجح في بدء هذا الحوار لكنه لم يسعى إلى حل كل المشكلات ومن يفترض ذلك فهو مخطئ. أوضح أن المطلوب من أمريكا أن تقتنع أن مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي هي مشكلة احتلال أرض وأن الحل هو إقامة دولتين فلسطينية على حدود عام 1967 وأن المستوطنات تتعارض مع الدولة المستقلة، وطالب العرب بالرد إيجابيًا على

DSC_0057

مبادرة أوباما ليس وأن يكون هناك تحرك ومبادرات إيجابية مشددًا على أن الانقسام العربي والفلسطيني أكبر عامل يفقد المصداقية العربية. وأشار فهمي إلى أن أوباما طرح القضايا المهمة من وجهة نظره لكنه تجاهل بعض القضايا المهمة من وجهة نظرنا مثل قضية الفقر، كما تحدث عن إيران في المجال النووي ولكنه تجاهل مشاكل الانتشار النووي في المنطقة، مشيرًا إلى أنه تحدث عن العراق من الجانب الأمني لكنه لم يتحدث عن أخطر تحدي في العراق وهو عدم وجود توافق سياسي في العراق، وهذه مجالات يمكن للدول العربية المساهمة فيها وطرح رؤيتها للأجندة المهمة من وجهة نظرها. وطالب فهمي الدول العربية بتنشيط مبادرة السلام من أجل إعطاء قوة دفع لأوباما في سعيه لتحقيق السلام. وأشار السفير سعيد كمال مندوب فلسطين السابق بالجامعة العربية إلى أن الدولة الفلسطينية المستقلة تتطلب إزالة المستوطنات بالكامل، موضحًا أن الشعب الفلسطيني يقبل أن تكون القدس الموحدة الشرقية والغربية تحت الرعاية الدولية، مشيرًا إلى أن تبادل الأراضي بين فلسطين وإسرائيل يقدم حلاً لمشكلة اللاجئين إذ أن منطقة النقب جنوب إسرائيل شبه فارغة من السكان ويمكن توطين الفلسطينيين فيها ويمكن أن تضم لقطاع غزة وتستوعب مليون فلسطيني إضافي. وأشار السفير محمد بسيوني رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى إلى قلق إسرائيل وخاصة اليمين الإسرائيلي من خطاب أوباما لا سيما رفضه لبناء المستوطنات وإصراره على حل الدولتين، موضحًا أن نتنياهو سوف يعرض رؤيته للسلام في خطابه في 16 يونيو الحالي، مؤكدًا أن جميع رؤساء وزراء إسرائيل السابقين والقادمين يتمسكون بخطوط حمراء قبل التفاوض وهي عدم العودة لحدود 1967، وعدم الاعتراف بالقرار 194 بشأن اللاجئين الفلسطينيين، وعدم تفكيك الكتل الاستيطانية الرئيسية في الضفة الغربية، والقدس الموحدة كعاصمة أبدية لإسرائيل. أكد بسيوني أن نتنياهو سوف يستجيب مبدئيًا لنداءات السلام لكنه سوف يبدأ في الدخول في مناورات مشددًا على أنه قادر على تغيير موقفه من عملية السلام إذا أراد، وأوضح أنه في حالة انهيار حكومة نتنياهو وانسحاب حزبي إسرائيل بيتنا وشاس يمكن انضمام كاديما إلى الحكومة ولديه 28 مقعدًا في الكنيست. وأشاد المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية بخطاب أوباما مشيرًا إلى أنه كان شجاعًا عندما أكد مسئوليته كرئيس لأكبر دولة في العالم في التصدي للصور النمطية السلبية عن السلام وأننا لم نكن نتصور أو نتوقع أن يصدر مثل هذا التصريح عن رئيس أمريكي مشددًا على أن العدل بدأ الآن مع أوباما وقد انتهت فكرة الإمبراطورية الأمريكية الظالمة. وطالب الدول العربية ومصر بالاستعداد والتعامل الفوري مع المقترحات والمبادرات التي قدمها أوباما في خطابه حتى نعظم الاستفادة منها. وطالب د. محمد عبد اللاه أمين لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الوطني الفصائل الفلسطينية بتوحيد صفوفهم واستغلال الفرصة التاريخية الحالية حتى لا نندم عليها وطالب إسرائيل بأن تفهم أن المبادرة العربية تقدم لها أقصى ما كانت تطمح إليه وهو أن تكون جزءًا من المنطقة. واقترح د. سيد عليوة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان إنشاء جمعية أصدقاء أوباما وبهدف مساندة سياساته في مواجهة الضغوط التي يتعرض لها على أن تشكل الجمعية من مصريين وعرب وأوروبيين وقد وافق المجلس على إحالة هذا الاقتراح للجنة القانونية لدراسته.