بحضور برلمانيين من 37 دولة البرلمان الأورومتوسطي يوافق على تقرير لجنة حل مشكلة الألغام الأرضية أبو العينين : مطلوب إنشاء صندوق لإزالة الألغام تموله الدول الأوروبية

 

وافقت لجنة الشئون السياسية والأمن وحقوق الإنسان بالبرلمان الأورومتوسطي في اجتماعها أمس الأول (الخميس) على تقرير اللجنة الدولية لحل مشكلة الألغام الأرضية بالدول الأورومتوسطية والتي يرأسها النائب محمد أبو العينين رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب ورئيس الوفد البرلماني المصري المشارك في الاجتماع الذي عقد بمقر البرلمان الأوروبي ببروكسل. ومن المقرر أن يرفع التقرير إلى البرلمان الأورومتوسطي لإقراره تمهيدًا لإحالته للحكومات لتنفيذ ما ورد به من توصيات.

دعا التقرير – الذي عرضه أبو العينين خلال الاجتماع الذي شارك فيه 80 من كبار البرلمانيين يمثلون 37 دولة أوروبية ومتوسطية – إلى إنشاء صندوق لتطهير الألغام في الإقليم الأورومتوسطي ويتم تمويله بالأساس من الدول الأوروبية، مطالبًا تلك الدول والمنظمات الدولية الأخرى بتزويد دول جنوب المتوسط بالخبرات والأساليب الفنية والتكنولوجية المتطورة اللازمة لعملية التطهير وعقد مؤتمر أو معرض عالمي في منطقة العلمين كأكبر منطقة مصابة بالألغام في العالم تسوق فيه موارد المنطقة وإمكانيات الاستثمار المتاحة بعد تطهيرها.

كما ألقى أبو العينين كلمة مصر أمام الاجتماع أشار فيها إلى وجود تساؤلات في الشارعين العربي والإسلامي حول مدى جدية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في دفع عملية التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى تأكيد مصداقيته في هذا المجال بدعم الموقف العربي الذي تمثله مصر ويطالب بضرورة عقد مفاوضات حول شكل التسوية النهائية بالتوازي مع تطبيق المرحلة الأولى من خطة خارطة الطريق مشيرًا إلى أن الرئيس مبارك طالب من رايس وسولانا بضرورة وضع نهاية الطريق ومعالم التسوية النهائية بالتوازي مع تطبيق المرحلة الأولى مؤكدًا أن اقتراح السيد الرئيس يعطي ضوءًا وأملاً للشعب الفلسطيني في نهاية النفق بمعرفة شكل التسوية النهائية.

أوضح أبو العينين أن لجنة مكافحة الألغام – التي تضم 20 دولة وترأسها مصر – قد وضعت توصياتها بناءً على نتائج الاستبيان الذي أعدته وما كشف عنه من حجم مشكلة الألغام بالدول الأورومتوسطية وآثارها الإنسانية والاقتصادية وما تبذله الدول من جهود لحلها، واحتياجاتها من المساعدات المالية والفنية من المجتمع الدولي وخططها وبرامجها للاستثمار واستغلال المساحات المطهرة. مشيرًا إلى أن التقرير يتبنى منهج جديد لحل المشكلة يقوم على مفهوم ثلاثي يشمل البعد التنموي المشترك بين الشمال والحبوب والبعد المتصل بحماية حقوق الإنسان وتوفير الحياة الآمنة له ولأسرته والبعد الأمني بمعناه الشامل، مع تجنب الوقوف أمام الجوانب القانونية والسياسية والتي عطلت مساهمة الدول الأوروبية في حل المشكلة على مدى الخمسين عامًا الماضية، مشيرًا إلى أن إزالة الألغام يجب أن يكون هدفًا نبيلاً تنصرف إليه كل الجهود وأن استمرار هذه المشكلة لأكثر من 60 عامًا يناقض أهداف إعلان برشلونة.

طالب أبو العينين بتكثيف المفاوضات بين دول شمال وجنوب المتوسط بهدف ضمان مشاركة دول شمال المتوسط في مشروعات تنموية في المناطق الملوثة بالألغام بعد تطهيرها ودعوة المنظمات غير الحكومية في الجانبين لإطلاق حملة دولية تستهدف تعضيد جهود حكومات جنوب المتوسط لتطهير هذه المناطق ودور البرلمانات في متابعة ومراقبة أداء الحكومات فيما يتعلق بتنفيذ برامج إزالة الألغام وتوفير التمويل اللازم للإزالة وخاصة التزام الدول الأوروبية بالمساهمات الكافية في عمليات الإزالة.

كشف أبو العينين عن أن التقرير يوصي بشأن مجموعة عمل داخل البرلمان الأورومتوسطي لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات مع إفراد بند ثابت في التقارير السنوية التي تصدر عن البرلمان يتعلق بتقييم التقدم الذي يحدث في هذا المجال.