«قصة كفاح» رجل صناعة حفر الصخر من صحراء العاشر .. «أبو العينين» أفضل صانع في أفريقيا تقرير لموقع صدى البلد الاخبارى

أسس وأدار بنجاح شركة صناعية عالمية عندما كان عمره 32 عاما، وقف وسط صحراء جرداء، خاوية من أي بنية تحتية، ورسم هدفا واضحا: «من هنا سأبني مصنعي»، كانت تلك القاطرة التي سار بها رجل الأعمال «محمد أبوالعينين» ليعمر في الصحراء، وأصبح خلال 40 عاما على رأس امبراطورية «كيلوباترا».

 

إمبراطورية «كليوباترا»

هنا مدينة العاشر من رمضان، حيث بدأ رجل الأعمال محمد أبو العينين امبراطوريته الصناعية “سيراميكا كليوباترا”، في سبعينيات القرن الماضي، وانطلق بمصنع صغير واستمر في الكفاح إلى أن أصبح واحدا من أكبر 5 شركات عالمية في تصنيع السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية، واليوم منتدى الاتحاد الأفريقي العاشر للقطاع الخاص كلل مجهود رجل الأعمال المصري بمنحه جائزة “أفضل صانع في أفريقيا”.

سلم فيكتور هاريسون، مفوض الشئون الاقتصادية بالاتحاد الأفريقى أبوالعينين درع الاتحاد، حيث تعد هذه هى المرة الأولى الذى يفوز فيها صانع مصرى بهذه الجائزة.

قصة كفاح 

سرد «أبوالعينين» تجربته فى عالم الصناعة و التى بدأها منذ عام ١٩٧٣ بغزو صحراء العاشر من رمضان، وانشاء أول مصانع المجموعة و التى انطلقت بعد ذلك لتصبح الأولى على مستوى الشرق الأوسط و تغزو بمنتجاتها قارات العالم أجمع.

“بدأت حياتي العملية عام 73، بعد انتصار اكتوبر، قررت أنا أشارك وطني في بناء تنمية صناعية حقيقية”.. بهذه العبارة بدأ «أبو العينين» شرح قصة كفاحه لتكوين امبراطورية «كليوباترا»، مضيفا: «قررت أن أخوض ذلك التحدي ببناء أول مصنع لي في الصحراء على هذه الأراضي التي افتقرت وقتها للبنية التحتية، حيث كان التحدي الحقيقي أمام رجال الأعمال المصريين – آنذاك – غزو الصحراء لتأكيد قدرتنا على النهوض بالصناعة المصرية”.

وتابع: «في عام 79 وقفت وسط الصحراء، وقلت هنا سيكون مصنعي، وقررت وقتها أن أخوض التحدي، ونجحنا بفضل الله أن نتواجد على القمة في السوق المحلي، وكان الفضل وقتها للمستهلك المصري الذي شجع الصناعة المصرية ووثق بها، وبعدها بدأنا ننتشر في البلاد الأفريقية، ثم العربية، ومن ثم باقي دول العالم، فالآن نحن نتواجد بقوة في السوق الياباني، وخلقنا العديد من التعاون معهم في مختلف الأنشطة الاقتصادية”.

مجموعة «كليوباترا» برعت في توظيف التكنولوجيا الحديثة في الصناعة، وهذا ما أكده «أبو العينين» : «برعنا في توظيف التكنولوجيا داخل صناعة السيراميك، والآن نصدر منتجاتنا إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، وحصدنا العديد من الجوائز الدولية تكريما لمنتجات سيراميكا كليوباترا”.

كي تصل منتجات «كليوباتر» إلى مختلف دول العالم، درس «أبو العينين» ما تحتاجه الأسواق العالمية، وأبدع في الصناعة حتى أنتج أشكالا متنوعة تتلاءم مع مختلف دول الغرب ، وأصبح الان ضمن أكبر 5 شركات عالمية في صناعة السيراميك والبورسلين.

وأكد «أبو العينين» ان مجموعة كيليوباترا الآن تصدر منتجاتها إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، وحصدت العديد من الجوائز الدولية تكريما لها.

مصر لم تغب عن أفريقيا

وأعرب «أبوالعينين»، عن سعادته بوجود مؤسسة مثل الاتحاد الأفريقي تهتم بمستقبل الصناعة في أفريقيا، مؤكدا على قدرة رجال الأعمال في القارة السمراء على إضافة كل القيم المضافة إلى أفريقيا للنهوض باقتصاد القارة”.

وأضاف: “مصر لم تغب عن أفريقيا، ولدينا العديد من المشروعات القومية العملاقة، التي تكون بيئة خصبة للاستثمار، وقناة السويس أحد أهم هذه المشروعات التي ستخدم التجارة الدولية في المستقبل”.

وتابع: “هناك العديد من قصص النجاح داخل مصر، ولكن نحتاج إلى إرادة سياسية وخريطة صناعية في أفريقيا؛ لتعظيم دور القطاع الخاص في القارة السمراء لاستغلال مواردها وإحداث تنمية حقيقية بها”.

وأكد أن المصريين صنعوا إنجازا كبيرا بإنشاء قناة السويس الجديدة خلال عام، حيث إن القناة الأولى أنشئت في 120 عاما، ويعد هذا تحديا أظهر براعة المصريين، مشيرا إلى أن الدولة المصرية حاليا تعد سوقا آمنا للاستثمار، وتفتح ذراعيها لجميع المستثمرين حول العالم.

المرة الأولى التي يفوز فيها صانع مصري بهذه الجائزة الرفيعة

سلم فيكتور هاريسون مفوض الشئون الاقتصادية بالاتحاد الأفريقي أبوالعينين درع الاتحاد.. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها صانع مصري بهذه الجائزة الرفيعة التي منحت لمجموعة كليوباترا من بين جميع شركات 55 دولة أفريقية.

وقال فيكتور هاريسون، مفوض شئون اللجنة الاقتصادية بالاتحاد الافريقي، يشرفنا أن نمنح جائزة «أفضل صانع في قارة إفريقيا» هذا العام إلى مجموعة “سيراميكا كيليوباترا”، الشركة المصرية الرائدة عالميا في صناعة السراميك والبورسلين والأدوات الصحية، التي نجحت في خلق اسم عالمي لإفريقيا في هذه الصناعة.

وأثنى “فيكتور” على تجربة رجل الأعمال المصري محمد ابو العينين، قائلا: “يعد تجسيدا للروح الحقيقية لهذه الجائزة وأهدافها النبيلة، مشيرا الى أن تأسيس كيلوباترا كان الهدف منه توطين صناعة جديدة في مصر وافريقيا، بدلا من الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى الدور التنموي لتعمير الصحراء، بتأسيس تلك الشركة في منطقة صحراوية نائية بمدينة العاشر من رمضان.

وأشار فيكتور إلى أنه خلال سنوات قليلة استطاعت مجموعة كيلوباترا أن تطور وتجعل من منطقة العاشر من رمضان منطقة نامية، كما نجحت في اكتساب سمعة قوية في الأسواق المحلية والدولية، وتفوقت على أعرق صناع العالم معتمدة على تكنولوجيتها وإبداع تصميماتها وتميز منتجاتها، والتمسك بقيمها تجاه العملاء، والعمال والمجتمع والبيئة.

وقال إن مجموعة “سيراميكا كليوباترا” تحولت عبر قفزات متسارعة من مصنع إلى واحدة من أكبر 5 شركات في العالم في تصنيع السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية تضم مجمعا صناعيا متكاملا يشمل 17 مصنعا في صحراء شمال غرب خليج السويس ومدينة العاشر من رمضان، وتنتج 100 مليون متر مربع من السيراميك والبورسلين ومليون قطعة من الأدوات الصحية وتوظف 25 ألف من العمالة المباشرة وأكثر من 250 ألفا من العمالة غير المباشرة.

«كليوباترا» قاطرة القطاع الخاص في تعمير الصحراء

وأضاف “هاريسون”: “تصل الآن صادرات “كليوباترا” إلى 108 دول حول العالم بما فيها السوق الياباني والعديد من الأسواق الأفريقية والعربية والأوروبية، وتستخدم منتجاتها عالية الجودة في كبريات المشروعات المحلية والعالمية”.

وتابع: “تجربة مجموعة كليوباترا خلال 40 عاما الماضية هي مثال بارز لإسهام القطاع الخاص في تعمير الصحراء بالمصانع والمزارع والمقاصد السياحية والمشروعات التكنولوجية والعقارية، وما أدت إليه من تنمية الاقتصاد وتطوير المجتمعات وخلق وظائف وتأهيل العمالة وتأمين الغذاء وتوطين التكنولوجيا، وخلق القيمة المضافة من الخامات المحلية وفتح الأسواق الجديدة أمام المنتجات الوطنية.

واختتم كلمته: “شكرا لمحمد أبوالعينين الذي أسس وأدار بنجاح شركة صناعية عالمية عندما كان عمره 32 عاما، وما يمثله ذلك من مثل يحتذى به للأجيال الجديدة من الشباب، وشكرا على ما قدمه من إسهامات بارزة عديدة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية محليا وإقليميا ودوليا”.