أبو العينين وكيل النواب لـ روزاليوسف: السيسى حقق إعجازًا في الجمهورية الجديدة

نشرت جريدة روزاليوسف حوارا شاملا مع النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب تحدث فيه عن كل الملفات المطروحة على الساحتين المحلية والدولية وتطرق لعدد من القضايا الإقليمية.

وتحدث أبو العينين عن دوره الوطني بعد ثورة 30 يونيو ورحلته إلى الأمم المتحدة لتوصيل الصورة الصحيحة عن مصر وثورة المصريين كما تحدث عن اإعجاز الذي يقدمه الرئيس السيسى باعتباره أكبر مسوق لخطط مصر والاستثمار فيها من خلال زياراته للدول المختلفة، وحديثه عن التنمية.

وتطرق أبو العينين لملف سد النهضة وملف افصلاح الاقتصادي والتجربة المبهرة لمصر تحت قيادة الرئيس السيسي كما تحدث عن مجلس النواب والصناعة المصرية والعديد من الملفات.

واستضافت الجريدة النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب في صالون روزاليوسف السياسي وينشر موقع قناة صدى البلد نص الحوار..

حديث من القلب فى صالون «روزاليوسف» السياسى حيث فتح رجل الأعمال ووكيل مجلس النواب «محمد أبو العينين» بعفوية شديدة صندوق أسراره الذى يحوى الكثير والكثير عن أهم فترات عاشتها مصر..تحدث كإنسان عن أحلك فترات عصيبة مرت به وقت حكم الإخوان، وما تعرض له من تهديدات لحياته وحياة أسرته.. ثم تحدث كسياسى عن دوره إبان ثورة 30 يونيو وكيف قضى أصعب 5 أيام تحدٍ بها ميليشيات الإساءة لصورة مصر وجيشها بالخارج.. وهو التحدى الذى نجح من خلاله فى خروج بيان الأمم المتحدة مؤكدا على أن 30 يونيو ثورة شعبية حماها الجيش المصرى.. بعدها عبر بصدق «أبو العينين» كوكيل لمجلس النواب عن رأيه فى أداء البرلمان الحالى مؤكدا أنه رغم تميز أدائه بالسير بخطوات ثابتة بعيدا عن «الشو»، إلا أنه غير راضٍ عن حجم ما يقدمه النواب من مشروعات قوانين يتم الموافقة عليها والتى وصفها بالقليلة جدا، بل واكد رغبته فى استخدام الاستجواب كأحد أهم الادوات الرقابية التى من شأنها ان تبرز بطولة حكومة الدكتور مصطفى مدبولي..

وتتشرف مؤسسة « روزاليوسف « بتكريم رجل الصناعة الوطنى النائب / محمد أبو العينين..تقديرا لمجهوده البارز فى العديد من المجالات والقطاعات الصناعية والتنموية المختلفة، حيث قام الكاتب الصحفى الأستاذ / أحمد باشا رئيس التحرير بإهدائه درع روزاليوسف ووسام الاحترام.

كان الصالون السياسى لـ»روزاليوسف « قد بدأ بالسلام الوطنى، ثم عرض فيلم تسجيلى عن قصة كفاح السيدة «روزاليوسف» وإصدارها للمجلة عام 1925 ثم جريدة «روزاليوسف» عام 1935م كأول جريدة على مستوى العالم تصدرها امرأة.. والى التفاصيل.

العلاقات الدولية.. وأروقة الاتحاد الأوروبى

■ فى البداية سنتحدث عن دورك فى البرلمان الأوروبى وعضويتك فيه، حيث كنت مدافعا عن الدولة المصرية فى أصعب اللحظات بعدة ثورة 30 يونيو، وسخرت كل مؤسساتك وعلاقاتك لصالح الدولة.. هل ممكن أن تلقى الضوء على هذا الأمر؟ اسمحوا لى فى البداية أن أقدم الشكر على حسن الاستقبال والضيافة فى هذه المؤسسة الصحفية صاحبة التاريخ العريق، وأهنئ «روزاليوسف» على التمسك بثوابت ومبادئ هذا الصرح العظيم، حيث تعتبر «روزاليوسف» مدرسة الأجيال والإبداع، ورأيت كثيرا عن هذا المكان، وكنا نتمتع بعدد من اللقاءات من فترة الأستاذ محمد عبدالمنعم، والاستاذ كرم جبر، والاستاذ عادل حموده، واليوم بضيافة الأستاذ أحمد باشا.

أما عن دورى فى أعقاب ثورة 30 يونيو، فالعمل الذى يقوم به أى شخص يجب أن يكون نابعا من وطنية صادقة لبلده وألا يطلب من أحد المقابل لأنه واجب علينا، والمحنة التى مرت بها مصر بعد 2011 كانت قاسية جدا وتضرب فى جذور التاريخ المصرى أمام العالم.

وأنا من اكثر رجل أعمال فى مصر من الذين عانوا فى فترة حكم الإخوان لمصر، حيث فوجئنا أن مصر تصور أمام العالم أنها دولة ارهابية، وتقوم بذلك مجموعات متخصصة فى التسويق وتزييف الحقائق، وتصدير صورة سيئة عن الشعب والنظام والحكم، وتصدير صورة غير صحيحة عن حب الشعب لحكمهم، وذلك على غير الحقيقة، وكان ذلك بتمويل من دول أخرى، وسافرت للأمم المتحدة لمدة 5 أيام وعقدت اجتماعات مع لجان متخصصة، ومن المؤسف وجدت صورة سيئة عن مصر، لكنى ذهبت وأنا مسلح بالمعلومات والمستندات والدلائل، من خلال صور وفيديوهات ومشاهد عن أعمال العنف للإرهابيين حتى أقنعت الجميع بالصورة الحقيقية لثورة المصريين، وخلال مناقشات مع اللجان، أكدت أنه لدينا جهاز مخابرات على قدر من الكفاءة العالمية، يستطيع أن يجمع معلومات عن الأحداث ببراعة، وتم رصد الحملات الممولة بالمبالغ ومن الذين يحصلون عليها.

■ ماذا عن المقابلة الخاصة التى تمت بينك وبين الامين العام للأمم المتحدة حينها «بان كى مون»، وما اسرار وكواليس تلك المقابلة التى كان لها أثر فى تغيير تلك الفكرة عن الأحداث فى مصر فى هذه الأوقات العصيبة من عمر الوطن؟

قابلت الامين العام للأمم المتحدة «بان كى مون» الذى كانت الجلسة المخصصة معه لا يتجاوز الوقت المحدد لها 30 دقيقة،الا انه ظل يستمع لى ويستعرض ما بحوزتى من دلائل لأكثر من ساعتين وهو فى ذهول تام، وفور الانتهاء من مقابلة الأمين العام للأمم المتحدة، أصدر بيانا قال فيه « إن ثورة 30 يونيو ثورة شعبية حماها الجيش»، وكان لأول مرة يصدر بيانا عكس بيان أوباما، ولم أكتف حينها بذلك، بل أصررت على أن يرى أعضاء الأمم المتحدة الصورة على الواقع للتأكد من صدق كلامى والوصول بهم الى قناعة تامة بتغيير صورة مصر التى رسمها آخرون أمامهم, فقمت بدعوتهم لمصر بطائرة خاصة، وطلبت منهم الخروج والتجول بالشوارع ليلا للتأكد من وجود الأمن والأمان بمصر، وبالفعل قاموا بالخروج ليلا، وتجولوا فى الطرقات والشوارع وبين الناس، حتى تأكدوا تماما وشعروا بالأمن والأمان فى شوارع مصر، وتناولوا وجبة فى أحد المطاعم وعندما علم أصحاب المطعم أنهم أجانب رفضوا أخذ الحساب..

■ لماذا نجحت الدبلوماسية الشعبية المصرية فى إيضاح الصورة الحقيقية لمصر فى أعقاب ثورة 30/6 وفشلت فى مسألة «سد النهضة»؟

– موضوع سد النهضة شائك جدًا، فالغرض منه ليس المياه فقط، بل يستخدمون قضية المياه للضغط على الدولة المصرية، لكن الموضوع أكبر من ذلك، وأنا أثق فى الخطوات التى تتخذها الدولة المصرية لحل تلك الأزمة، وعلى يقين أن القيادة السياسية لن تفرط فى نقطة مياه واحدة من حقوقنا. وفى 2019 كنا فى اجتماع للأمم المتحدة، ثم سافرت إلى واشنطن وزرنا البنتاجون والبيت الأبيض والخارجية الأمريكية، وشرحت إلى أحد قيادات الخارجية الأمريكية، الصورة الحقيقية لأزمة سد النهضة، واكتشفت أن كل معلوماته عن القضية مغلوطة، وأن الجانب الإثيوبى روج إلى أن مصر أخذت حقه فى التنمية، وطبعًا كل ذلك الكلام غير حقيقي، وذلك نتيجة للصورة المغلوطة التى روجت لها بعض الدول أصحاب الأجندات، والتى تهدف للضغط على مصر.

الإصلاح الاقتصادى.. وأحلامه كرجل صناعة

■ ما رأيك فى تجربة الإصلاح الاقتصادى؟ وكيف ترى خطة الرئيس السيسى للتنمية الشاملة..وما أهم المكاسب التى تحققت فى ظل السياسات التى تنتهجا مصر من أجل الدفع بالاقتصاد وتحقيق النمو؟

مصر اليوم تنطلق انطلاقة كبيرة جدا، والرئيس السيسى أكبر مسوق لخطط مصر والاستثمار فيها من خلال زياراته للدول المختلفة، وحديثه عن التنمية، والرئيس السيسى هو أول رئيس تولى حكم مصر لم يكن يملك أى برنامج، لكنه يملك رؤى لمستقبل مصر، فالرئيس لديه رؤى طموحة وليتم تحقيقها أطلق العديد من المبادرات، مثل مبادرة «فيروس سى» وإقامة المشروعات العملاقة مثل مشروع العاصمة الادارية، والتى ساهمت فى رفع قيمة الأراضي، والتى كانت لا تساوى شيئا ثم أصبحت تباع بمبالغ عالية.

ونجاح تجربة الاصلاح الاقتصادى لم يشهد عليها المصريون فقط، بل إن المؤسسات الاقتصادية الدولية والعالمية أكدت قدرة الدولة المصرية على منافسة الدول العظمى اقتصاديًا، هذا بالإضافة إلى تقدم مصر فى أهم المؤشرات التنافسية الموضوعة ضمن 99 برنامجا اقتصاديا عالميا، علاوة على ارتفاع معدلات النمو العام، وانخفاض معدلات البطالة وهما من أهم المؤشرات التى تدل على نجاح الدولة اقتصاديًا واجتماعيًا، ففى السابق كانت القيادة السياسية تهتم بتنمية أكبر 3 محافظات على مستوى الجمهورية وهم «القاهرة والجيزة والإسكندرية»، إلا أن الرئيس السيسى وجه الدفة نحو المحافظات الحدودية التى كانت تعانى من الإهمال والضياع مثل حلايب وشلاتين ومطروح وسيناء وغيرهم، وسيناء فقط تم توجيه نحو 300 مليار جنيه لتنميتها بعدما كانت مهددة بعزوف المستثمرين على العمل بها.

■ وفى رأيك كيف يمكن ان تصل الدولة المصرية بالقطاع الصناعى الى بر الأمان، وما هى أهم معطيات تحقيق النجاح فى مواكبة التطور الصناعى؟

الفارق بين الثورة الصناعية الأولى والثانية 20 سنة وبين الثانية والثالثة 4 سنوات، وبين الثالثة والرابعة عامين، وهذا يؤكد أن التقنية الحديثة جعلت العالم يسير بسرعة، والصناعة أصبحت القاطرة الأولى للتنمية وأهم قاطرة فهى لا تتأثر برصاص أو إشاعة، لكن هناك أخطر عائق للاستثمار فى مصر وهى البيروقراطية والوعى، والقيمة المضافة للصناعة تتزايد بوجود تسهيلات علاوة على أنها تسهم فى جذب الاستثمار، علاوة على أن الصناعة فى مصر تعرضت للظلم فى فترة كبيرة، وذلك نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستثمار، وذلك يمثل خطرًا على الاستثمار.

■ ولماذا الصناعات المصرية حتى الآن غير قادرة على غزو الأسواق الإفريقية؟

– موضوع إفريقيا، هناك اتفاقية التجارة الحرة بين دول القارة السمراء، وايضا هناك اتفاقية الكوميسا، وغيرها، لكن المشكلة الأكبر للاستثمار، هى مشكلة النقل، إفريقيا قادرة على استيعاب كل ما ينتجه السوق المصري، لكن النقل هو الأزمة، والدولة بدأت تتخذ عدة إجراءات لحل تلك الأزمة، فضلًا عن أننا نفتقر إلى العمل الجماعى فى مصر بين المستثمرين، وعلينا التجمع والتفكير لحل تلك الأزمة، علاوة على أن مشروعات النقل لن تحل إلا بقرار سياسى من كل الدول، ومصر هى القادرة على أحياء مشروع ربط القارة السمراء.

البرلمان.. وتقييمه لدور الأحزاب

■ ما أهم ما يميز البرلمان الحالى عن سابقيه؟

– واجب البرلمان التشريع والرقابة، وهذا دور كل برلمانات العالم، لكن عدد القوانين التى يقدمها النواب وتتم الموافقة عليها قليل جدًا، ودى ظاهرة لازم نقف عندها وأنا ضدها، بل يجب استخدام جميع وظائف الرقابة الإدارية على الحكومة، بما فيها الاستجواب، ويمكن يكون نتيجة خروج الحكومة من الاستجواب فى صورة «الأبطال»، د.مصطفى مدبولى رئيس الحكومة منذ عامين أطلق مشروع «مصر تنطلق»، وبعد سنتين إحنا كبرلمان لازم نشوف تم إيه، والحكومة ردت علينا ردود قوية، والحكومة عرفت من كدا إن فى برلمان «قوى وصاحي»، والبرلمان ماشى بخطوات ثابتة بعيدًا عن « الشو»، البرلمان برلمان يراقب بصورة متزنة دون انحياز.

■ كيف تقيم العمل الحزبى حاليا..وهل دمج الأحزاب السياسية أفضل؟

بخصوص الأحزاب، فهناك فرق بين دورها فى البرلمان ودورها فى الشارع، وبالنظر إليها فالأحزاب القوية فى الشارع قليلة، حزب مستقبل وطن عمل فى الشارع عمل عظيم، واستطاع التواجد فى كل المناسبات، فالحقيقة رغم حداثة هذا الحزب لكنه انتشر فى كل المحافظات وتواجد فى كل المناسبات، والدولة لم تعطه أى دعم فأعضاؤه هم من يمولونه، لكنى ضد كثرة الأحزاب التى لا تفعل شيئا، يا إما حزب متواجد فى الشارع حتى لو كان أقلية، فعدد الأحزاب المعروفة يعد على الأصابع، وهذا لا يصح، أما دور الأحزاب تحت قبة «البرلمان» فهو قوى.

وشباب التنسيقية، شباب واعد يمتلك عقول نيره، وهناك أحزاب نشطة مثل الوفد والشعب الجمهورى وحماة وطن، فهم نشاط تحت القبة.

■ وبصفتك وكيلا للبرلمان، ماهى التشريعات التى تعمل على القضاء على أزمة عدم مشاركة القطاع الخاص فى مشروعات التنمية»؟

– الروتين كلمة تمس الحكومة، وليس القطاع الخاص، فعندما أريد الاستثمار وأجد صعوبة فى استخراج التراخيص ماذا سيحدث، وفى أماكن أخرى تجد استخراج التراخيص فى ساعات ويوفر لك كل التسهيلات هل ستستثمر هنا أم هناك؟.. وليس كل أزمة تحتاج إلى قانون، بل تحتاج إلى إرادة سياسية، وهى موجودة لكن المشكلة فى من يقوم بالتنفيذ.

وعلينا أن نقوم بعمل حملة تسويق لمصر فى الخارج، وجعل مصر «براند» فى سوق الاستثمار، ما يزيد من القيمة المضافة ويرفع قيمة الاستثمار فى مصر، لكن ذلك يحتاج إلى خبرات معينة ووعى بقيمة ذلك.

الاستثمار الرياضى.. وخططه المستقبلية

■ ماذا عن خططك الاستثمارية المستقبلية فى المجال الرياضى؟

ـ نعمل الآن على إنشاء موقع «صدى البلد سبورت»، سيكون موقعا رياضيا متكاملا وشاملا لتغطية جميع الأخبار الرياضية ولم يقتصر على أخبار كرة القدم فقط، حيث أن هناك العديد من الألعاب التى لم تأخذ حقها إعلاميًا مثل المصارعة والملاكمة والهوكى وغيرها.

■ هل أنت أهلاوى أم زملكاوى؟ ومنذ متى بدأت اقتحام الاستثمار الرياضى؟

– أهلاوى، ومشجع اهلاوى قديم لدرجة اننى أفرح عندما يهزم فريق نادى سيراميكا كليوباترا أمام الاهلى، وهو الفريق الوحيد الذى لا أحزن لخسارة نادى سيراميكا كليوباترا أمامه، وأهتم بالمجال الرياضى منذ 10 سنوات، وأتبنى أى مواهب رياضية فى جميع الالعاب، ورغم أن النشاط الرياضى فى مصر يتعرض للخسارة، لكنى أعتبره عملا وطنيا.

■ ما هى الرياضة المفضلة لديك؟

ـ حاليًا بحب ممارسة التنس، وفى الماضى كنت أمارس لعبة الملاكمة الحرة، وبحلم أشوف دورى مصرى للملاكمة على شاشات التليفزيون مثلما يحدث فى جميع دول العالم المتقدم، وللأسف الشديد الرياضات الأخرى فى مصر غير كرة القدم «ماتت إكلينيكيًا ومش واخده حقها».

■ محمد صلاح قصة نجاح كبيرة ورمز ملهم لجميع الشباب، فى رأيك كيف تستفيد الدولة منه؟

ـ الاسم المشرف ينعكس على الدولة بالإيجاب والسيئ بالسلب، ومحمد صلاح رمز للتقدم والرقى والنجاح والتألق، فهو أسم لامع عالميًا وبرند مصرى صعب تحقيق مثيله، ويمكن الاستعانة فى الترويج للمشروعات العملاقة التى تقوم بها الدولة، وعلى رأسها المتحف المصرى الكبير والمناطق الصناعية الجديدة وغيرها.

مصر الحديثة.. وأحلام المستقبل

■ كيف رأيت مصر بعد ثورة يناير 2011؟

ـ مصر عانت بعد يناير 2011 وتعرضت لأزمات مالية واقتصادية كبيرة، حيث وصل الاحتياطى النقدى الأجنبى إلى أدنى مستوياته بـ14 مليار دولار، ومديونيات الدولة أصبحت ضخمة جدًا، إلى أن الرئيس السيسى وبدعم ومساندة القوات المسلحة المصرية نجح بما تمتلكه مصر من إمكانيات فى إنشاء عدد غير مسبوق من المشروعات القومية العملاقة مثل «قناة السويس الجديدة، توسيع الرقعة الزراعية، تطوير البنية التحتية»، بالإضافة إلى استقطاب كبرى الشركات العالمية للتنقيب على البترول والغاز الطبيعى فى أعماق البحار عقب رسم حدودنا الإقليمية والبحرية مع الدول المجاورة، وعلى رأسها شركة إينى الإيطالية، ولولا دور القوات المسلحة ومساندتها للقيادة السياسية لم تنفذ 10% من تلك المشروعات، فضبط منظومة الإرادة مع الإدارة مع التخطيط والتنفيذ هو عمل غير مسبوق ومعجزة العصر الحديث التى تحققت على يد «السيسى».

■ وماذا عن ثورة 30 يونيو؟

ـ «30 يونيو» ثورة شعبية سلمية حماها الجيش المصرى الوطنى، فهى لم تقض على نظام الإخوان الإرهابى فقط، بل قوة وتد الأمة العربية بأكملها وثبتت دعائم النظم الحاكمة لها، وقضت على المخطط الإخوانى فى المنطقة العربية، فالمخطط لم يوجه إلى مصر فقط، بل كان يمتد إلى دول وقوى عربية عظمى من أجل إضعافها والسيطرة عليها، ومن بينها سوريا وتونس ولبنان والسودان وغيرهم،

■ الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى تغيير مصير الدولة المصرية، مما جعله حديث العالم أجمع، فبماذا تمثل لك تلك التجربة؟

ـ «تجربة فريدة من نوعها»، لآنه نجح فى تحقيق أهم إعجازين ممكن أن يواجهوا أى رئيس يتولى البلاد فى تلك المرحلة الصعبة خاصةً وعقب ثورتين، حيث كانت الدولة تعانى من المظاهرات الفئوية، والقوى السياسية فى ذلك الوقت كانت تبحث عن مصالحها الشخصية، بجانب إثارة بعض الدول الخارجية للرأى العام المصرى وأحدث الفتن بين جميع أطياف المجتمع. والرئيس كان يعتبر ان قوة الدفع الحقيقية التى تولد ارادة قوية هى ترابط اطياف الشعب، وعندما وصلنا الى هذه النقطة بدأ العالم كله ينظر الينا، العالم كله شاهد على ما تحقق من انجاز.

أما عن الإعجاز الأول، فهو تجميع كل القوى الوطنية سواء سياسيين أو أحزابا أو عمالا أو فلاحين فى «تراك» واحد للعمل معًا لتنفيذ خطة «البناء والتنمية» التى تبنها السيسى منذ توليه رئاسة البلاد، بل وقاموا بالوقف خلف «ضهره» وإعطائه الثقة الكاملة لإدارة تلك الخطة.

والإعجاز الثانى، هو إدارة الوقت والتكلفة، حيث قام الرئيس السيسى فى وقت وجيز وبأقل تكلفة ممكنة بتنفيذ عدد كبير جدًا من المشروعات القومية العملاقة، وبشهادة جميع الدول ما تم تنفيذه فى 6 سنوات لم يكن يتحقق فى 20 عامًا فى ظل صرعات داخلية سواء حزبية أو سياسية أو اقتصادية، أو صراعات خارجية من أجل إسقاط الدولة المصرية وإيقاف مسيرة التنمية الجارية الآن, وكان رد الرئيس على ذلك خطوة من الف خطوة، فنجد هنا مدى هذا الطموح للرئيس، وهو ما يبرز كيف ان الادارة المصرية اليوم والقيادة السياسية كيف تفكر، واين حلمه، والى ماذا يريد ان يصل بالمصريين وبمصر، الرئيس بدأ ببناء الدولة من جديد باقتصاد ونمو قوى، وعلينا أن نأخذ فى الحسبان أن ادارة الرئيس ليس فقط هى مجرد ادارة مشروعات لها عائد اقتصادى، وانما يصاحب ذلك عامل مهم جدا، وهو كيفية ادارة الوقت نفسه والتكلفة ايضا، وهى منظومة متكاملة من الوعى والفكر والادراك علينا جميعا ان نأخذ منها دروسا مستفادة ننقلها للأجيال القادمة، وان يتبنى الاعلام إلقاء الضوء على هذا الفكر فى الادارة، وعندما نتحدث ايضا عن تجربة الاصلاح فإن ايضا المؤسسات الدولية عند تقييمها لمصر اشادت بالتجربة الحالية من حيث التحسن على صعيد البرامج التناقسية، فأين كنا نقف؟..وأين أصبحنا الآن فلدينا 99 برنامجا.. جميع هذه البرامج وفق التقييمات الدولية كان هناك تحسن فى الأداء الخاص بهم.

■ فى رأيك ما حجم القيمة المضافة التى حققتها المشروعات القومية الجارى تنفيذها للدولة؟

ـ بالتأكيد المشروعات القومية أعطت قيمة مضافة للدولة لكى توازن بين ميزانى المدفوعات والعوائد، فالدولة حين تقوم بتخطيط المدن الجديدة بشكل سليم وتوصل جميع مستلزمات الحياة إليها، يعود عليها بقيمة مضافة لموازنتها ويشجع الاستثمار بها، ففى الماضى كان يتم طرح الأراضى للمستثمرين بأسعار قد تصل إلى 50 جنيه للمتر ويقوم المستثمر بتوفير المرافق لها وتنفيذها فى أكثر من 20 عامًا مما حول تلك المدن إلى «مدن للأشباح»، أما الآن فالدولة اتجهت للاستثمار من خلال تنفيذ المرافق للأراضى وطرحها للمستثمرين بـ3 أو 4 آلاف جنيه، ونجحت فى تحقيق عوائد بالمدن الجديدة المطروحة مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة وغيرهما، قد يصل إلى نحو 7 تريليونات جنيه.

■ بتحلم تشوف مصر زاى؟

ـ بحلم أشوف مصر دولة صناعية ومتقدمة على غرار دول العالم المتقدمة، بحلم أشوف سيارات وطائرات ومكونات النانوتكنولوجى والهندسة الوراثية وغيرهم مصنوعين بأيادى مصرية 100%، لا يوجد مستحيل فى تنفيذ أحلامنا بالتخطيط والعمل الجاد ستتحقق المعجزات، ومصر تمتلك موقعا جغرافيا لا مثيل له، وثروات تاريخية وآثار وموارد لم نستفيد بها حتى الآن، أنا عندما بدأت العمل فى مجال الصناعة شريكى «أتهمنى بالجنون» لأننى أخترت مكان فى صحراء العاشر من رمضان لتنفيذ مشروعى،لا كهرباء ولا مياه ولا بنية تحتية فكيف ستبنى المصنع؟ ولكن امام حماسى واصرارى على تحقيق حلمى ورغم ما كان يجده من صعوبات امامى شجعنى لكى أحقق حلمى، وحين عرضت المنتج المصرى فى إحدى المعارض الدولية «سخروا منى» ولكن بعد دعوتهم لرؤية المصنع على أرض الواقع انبهروا مما شاهدوه ويستطيع المصرى تحقيقه، لهذا فإن مستوى البراند المصرى محتاج الى قوة انتاج وقيمة مضافة.. هذا هو حلمى لمصر وحلمى كبير وليس هناك مستحيل بالتخطيط والاصرار.

■ اتهمك البعض بتمويل عمليات فض المظاهرات بميدان التحرير فى 2011، ولكن المحكمة قامت بتبرئتك، فما حدث فى ذلك الوقت؟

ـ تعرضت لظلم كبير ووجهت لى اتهامات جزافية، وقامت جماعة الإخوان بتشوية صورتى وجميع رجال الأعمال فى تلك الفترة لكى يتسنى لهم السيطرة على جميع أركان الدولة، حيث قاموا باتهامى بتوزيع «50 جنيها وعلبة كشرى» لقتل المتظاهرين، ولكن لأن مصر بها قضاء عادل وشامخ لم يلتفتوا لمثل هذه الافتراءات والاتهامات الباطلة، وتمت تبرئتى من أول جلسة، وكان هناك الكثير من السذاجة فى تفاصيل الادعاء على خاصة ما يتعلق بإرسالى علبة الكشرى لأحد الشهود.

■ وماذا عن محاكمة القرن والتى اتهم فيها الرئيس الراحل حسنى مبارك؟

ـ «مبارك» ظلم فى قضية قتل المتظاهرين «لأنه لا يقتل أبناء بلده أبدًا»، كما حاولوا تشويه سمعته عبر إذاعة المحاكمات تليفزيونيًا، من خلال عرض الاتهامات وإخفاء الدفاع حتى لا يتعاطف المصريون معه، ولكنى قمت بتخصيص فترة فى قناة «صدى البلد» لعرض المحاكمات كاملةً ولكى يعرف الشعب المصرى الحقيقة ولا يتم تضليله.

حوار روزاليوسف 28-10-2021

ee65ae27-3ee3-40d3-afb6-c6022077c4ac

38e1f36e-958c-4446-b650-41d64023b9b6

ee65ae27-3ee3-40d3-afb6-c6022077c4ac

1263c879-ec36-40e7-9f97-460265b11340

fdc20b05-e750-4fee-85af-c7a3bd2ce364

16aef534-2108-4a5a-9510-ab7ec39f3902

5ce8bcc4-533e-4474-b7a7-d5a3a8cdb64b

fa2e58df-7f8e-49b9-a721-39bb1a9e2c1a